في طريقي إليكم أيها الأحبة .. صدف أن كانت إشارة المرور حمراء اللون.. اضطر السائق للوقوف وأسرع صبي صغير وألقى بنفسه أمام زجاج السيارة ليقوم بمسحه بينما تصبح الإشارة خضراء من جديد !!!
فُتحت الإشارة وانطلقت شتائم السائق للصبي الذي وقف وفي عينيه يختلط الرعب والعزيمة معاً ليكمل عمله
"ألا يوجد أهل لتربيتهم" صرخ السائق بعد أن كاد يدهسه.. كما أنه تسبب في اتساخ الزجاج..كم أتمنى لو يُقضى عليهم جميعا !!
كانت جملته الأخيرة أصدقائي سبباً كافياً لأنطلق بالكلام...عفواً سيدي.. هل تعي ما تقول!! كلنا يتمنى أن لا يرى طفلا عاملا في الشوارع والطرقات.. أتعلم لماذا؟؟؟ لأن هذا ليس مكانهم الطبيعي!! برأيك مالذي أنزلهم إلى الشارع؟؟مالذي جعلهم يخاطرون بحياتهم وأعمارهم إلا ظرف قاهر...أو كبير مستغل؟؟؟؟
أتعلم أن هناك ملايين الأطفال الذين ينتظرون منا يد مساعدة تخرجهم مما هم فيه ..هذا الطفل يعمل في مسح زجاج السيارات ولكن منهم من يقوم بأعمال خطرة شاقة..كأعمال الزراعة والنجارة والبناء والصلب والحديد...
بدأ السائق يتراجع في كلامه:
وهل عددهم كبير.... أجبته بأسى: بلى..إن عددهم يفوق المئتي مليوناً نصفهم تقريباً يعمل في الأعمال الخطرة...
انتقل الحماس إليه فسألني: وماذا تفعل المنظمات الدولية تجاه ذلك؟ وكيف نترك آمال الأمة في الطريق؟
هدئ من انفعالك سيدي... المنظمات تعمل وقد أعلنت 12/6 من كل عام يوما عالميا لمكافحة تشغيل الأطفال والدول تسعى وتستجيب وتضع الخطط.. كلنا يعلم أن لا خير في بقاء الجيل القادم في الطريق...هناك الكثيرمن العوائق كالفقر والتشرد واستغلال الكبار.. لكن الأمل موجود ..
"وما دورنا نحن؟ كيف يمكن أن نساهم؟" بنشر الوعي سيدي واحتواء الأطفال..تشجيعهم ليس حلاً كما أن نهرهم وشتمهم ليس بحل... سؤالهم.. إن كان السبب الفقر فهو مسؤولية المجتمع كله بتكفله ورعايته ... وإن كان السبب الاستغلال فلربما كان مثمراً الحوار مع المستغل للوصول إلى نتيجة....
نزلت من سيارة الأجرة ولم أستطع إلا أن أبتسم حين رأيت السائق على بعد أمتار قليلة يمنح الطفل الذي يمسح الزجاج نقودا ثم يقف و ينزل من سيارته ليسأل طفلاً بائعا متجولاً... بني لماذا لست في المدرسة ؟؟؟
يا للأسف كم يعاني الاطفال
اطفال في سننا تماما لكنهم يعانون
لا يجدون بيت ولا اصدقاء ولا كلمة طيبة ولا عائلة تحضنهم
ارفعوا ايديكم بالدعاء لهم
ساعدوهم وانشروا الوعي
لنساهم في القضاء على هذه الظاهرةاحب ان امسع اراءكم حبيباتي