مهما كان عمرك، يمكنك الحفاظ على صحتك ورشاقتك بمجرد التأقلم مع التغيُّرات البيولوجية، التي تحصل في جسمك، وفي نمط حياتك، مع انتقالك من عقد إلى آخر.
إذا كانت لائحة وجباتك اليومية لاتزال منذ سنوات، تتألف من رقائق الحبوب في وجبة الإفطار، وشطيرة من لحم الديك الرومي في وجبة الغداء، والدجاج في وجبة العشاء، فقد حان الوقت لإدخال بعض التعديلات عليها. فما كان يلائمك في العشرين من عمرك، ليس بالضرورة الأفضل لك مع بلوغك الثلاثين، وتعلّق الدكتورة ميلينا جامبوليس، المتخصصة الأميركية في مكافحة السمنة، وصاحبة كتاب "دليل الشخص المنشغل للتخلص من الوزن الزائد" قائلة: "إنه تماماً مثلما يتغيَّر نمط حياتنا من عقد إلى آخر، فإن حاجاتنا الغذائية تتغير هي الأخرى"، وتعطي مثالاً على ذلك حاجة المرأة في العشرين من عمرها إلى التركيز على تناول الكالسيوم وفيتامين "d"، لبناء عظام قوية، أما المرأة في سن الأربعين فيجب أن تركز على تناول البروتينات خفيفة الدهون، الضرورية للحفاظ على النسيج العضلي لديها.
وقد وضعت مجموعة من المتخصصين الأميركيين في التغذية والحفاظ على الوزن الصحي عدداً من النصائح والتعليمات وبرامج التغذية المناسبة لثلاثة عقود من العمر، والتي يمكن للنساء اتِّباعها لمكافحة السمنة والتمتع بالعافية والصحة الجيدة لأطول مدة ممكنة.
أ. المرأة في العشرينات:
تقول البروفيسورة الأميركية مادلين فيرنستروم، مديرة مركز التحكم في الوزن في جامعة "بيتسبورغ": إنَّ المراة في العشرينات معروفة بأنها تأكل بشكل غير صحي، لأن كثرة مشاغلها تجعلها تأكل معظم وجباتها بسرعة بين النشاط والآخر. فغالباً ما تكون مفكرة المرأة اليومية في هذه السن مليئة جداً بالأنشطة والمهمات، ما يجعلها خالية من مواعيد مخصصة للوجبات الغذائية، فيكون الغداء مثلاً شطيرة تأكلها في السيارة أو في الطريق، والعشاء وجبة سريعة تؤكل بسرعة أيضاً، خوفاً من تضييع الوقت المخصص للقيام بأنشطة أخرى تعتبر أكثر أهمية. لكن المشكلة، كما تظهر الأبحاث، تكمن في أننا كلما تناولنا الطعام بسرعة أثناء قيامنا بأعمال أخرى، أزدادت كمية الدهون التي نأكلها فيه. كذلك فإنَّ نظاماً غذائياً كهذا يكون عادة فقيراً بالفيتامينات وبالعناصر المغذية، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة لاحقاً، مثل مرض القلب وهشاشة العظام، إضافة إلى السمنة. فمن المعروف أن اتباع نظام غذائي فقير بالعناصر المغذية يدفعنا إلى الإفراط في الأكل، وذلك في محاولة من الجسم للحصول على ما ينقصه من فيتامينات